تحضير نص فهم المنطوق معاناة جان فلجان في اللغة العربية السنة الأولى 1 متوسط من مناهج الجيل الثاني
السند :
وأخيرًا وصلَ «جان فالجان» إلى بابِ السِّجنِ . وكانتَ سِلسْلةٌ حَدِيدِيةَّ تتدلّى منَ الباَبِ مَشْدُودَةٌ إلى جَرَسٍ، فأَمَسَك بهِا وَقرَعَ . وفتُحِتْ نافذةُ البابِ، وقال «جان فالجان» وهو يرفعُ قُلنُسوَتهَ احْتِرامًا : « سيدّي السّجّان !! هل لكَ أن تفتحَ البابَ وتسمحَ لي بالمبيتِ هُناَ هذهِ الليّلةَ ؟ فأجابَ صَوْتٌ: «السّجنُ ليسَ فنُدقاً ! افِعلْ ما يحمِلُ الشُّرطةَ علَى اعْتقِالكِ ؛ وعِندْئذِ نفتحَ لكَ ! »
وأوصِدَت نافذةُ البابِ ، ووَاصلَ اللَّيلُ هبوطَه ، وهبّتْ ريحُ الأَلْبِ القارسة . وعلى ضَوْءِ النّهارِ المُحتضَر لَمَح «جان فالجان» شِبْهَ كُوخٍ مَبْنِيٍّ من اللّبنِ ، ودَنَا من الكُوخِ ، كَانَ بَابُه مُجَرّدَ فَتْحَةٍ ضَيِّقةٍ شَدِيدَة الانخِفَاضِ ، وكانَ هو أشبهَ شَيءٍ بِتِلْكَ الأكواخِ الّتي يُقيمُها مُعَبِّدُو الطّرُقِ لِأغراضِهِم المُؤَقّتة . ولَقَدْ ظنَّ الرّجلُ الغريبُ من غَيْر شَكِّ ، أنّه كان في الواقِعِ مَأْوَى مُعَبدِّي الطّرقِ. وكان يُقاسِي ألمَ البردِ والجوعِ معاً ، ولقد أذْعنَ للجوعِ واحْتَمَلَه ولَكِنْ هَهُنَا وِقَايةٌ من البَردِ على الأقلّ. ولقد جَرَتِ العادةُ أن يَكُون هذا الضّْربُ من الأكواخِ غيرَ آهلٍ في أثناءِ اللَّيل. فانْطَرحَ على الأرضِ وزَحَفَ إلى الكوخ . كان الجوُّ دافئاً هناكَ ، ولقد وَجَدَ ثمّةَ فِراشاً جيّداً من قشِّ ، واسْتَراحَ على هذا الفراشِ لحظةً عجزَ خلالها على أن يأتيَ بحركةٍ لشدّةِ ما ألمَّ به من الإِعْيَاء… وفَجْأةَ طرقَ سمْعَهُ نباحُ ضارٍ، فرفعَ عينيْه ، فإذا به يَرَى عندَ وَصِيدِ الكُوخِ كَلْبًا ضخمَ الرّأسِ والعُنُقِ . كان ذلك المكانُ وِجارَ كَلْبٍ !
وكان هو نفسُه شديدَ البأسِ راعِبا ؛ فَشَهَرَ عَصَاهُ ، وغادرَ الوِجارَ على خَيْر ما كَان في وُسْعِه أن يفعلَ ومرّة أخرى ألفَى نفسَه طَرِيدًا حتّى من الفِرَاشِ القشِّيّ الّذي وقَعَ عليهِ في ذلكَ الوِجارِ الحقيرِ ! ثمَّ إنّه طَرحَ نفْسَه ولا نقولُ جَلَسَ على حَجَرٍ، وقال بينَهُ وبينَ نَفْسَه :« أنا لسْتُ حتّى كلبًا ! »
وأخيرًا وصلَ «جان فالجان» إلى بابِ السِّجنِ . وكانتَ سِلسْلةٌ حَدِيدِيةَّ تتدلّى منَ الباَبِ مَشْدُودَةٌ إلى جَرَسٍ، فأَمَسَك بهِا وَقرَعَ . وفتُحِتْ نافذةُ البابِ، وقال «جان فالجان» وهو يرفعُ قُلنُسوَتهَ احْتِرامًا : « سيدّي السّجّان !! هل لكَ أن تفتحَ البابَ وتسمحَ لي بالمبيتِ هُناَ هذهِ الليّلةَ ؟ فأجابَ صَوْتٌ: «السّجنُ ليسَ فنُدقاً ! افِعلْ ما يحمِلُ الشُّرطةَ علَى اعْتقِالكِ ؛ وعِندْئذِ نفتحَ لكَ ! »
وأوصِدَت نافذةُ البابِ ، ووَاصلَ اللَّيلُ هبوطَه ، وهبّتْ ريحُ الأَلْبِ القارسة . وعلى ضَوْءِ النّهارِ المُحتضَر لَمَح «جان فالجان» شِبْهَ كُوخٍ مَبْنِيٍّ من اللّبنِ ، ودَنَا من الكُوخِ ، كَانَ بَابُه مُجَرّدَ فَتْحَةٍ ضَيِّقةٍ شَدِيدَة الانخِفَاضِ ، وكانَ هو أشبهَ شَيءٍ بِتِلْكَ الأكواخِ الّتي يُقيمُها مُعَبِّدُو الطّرُقِ لِأغراضِهِم المُؤَقّتة . ولَقَدْ ظنَّ الرّجلُ الغريبُ من غَيْر شَكِّ ، أنّه كان في الواقِعِ مَأْوَى مُعَبدِّي الطّرقِ. وكان يُقاسِي ألمَ البردِ والجوعِ معاً ، ولقد أذْعنَ للجوعِ واحْتَمَلَه ولَكِنْ هَهُنَا وِقَايةٌ من البَردِ على الأقلّ. ولقد جَرَتِ العادةُ أن يَكُون هذا الضّْربُ من الأكواخِ غيرَ آهلٍ في أثناءِ اللَّيل. فانْطَرحَ على الأرضِ وزَحَفَ إلى الكوخ . كان الجوُّ دافئاً هناكَ ، ولقد وَجَدَ ثمّةَ فِراشاً جيّداً من قشِّ ، واسْتَراحَ على هذا الفراشِ لحظةً عجزَ خلالها على أن يأتيَ بحركةٍ لشدّةِ ما ألمَّ به من الإِعْيَاء… وفَجْأةَ طرقَ سمْعَهُ نباحُ ضارٍ، فرفعَ عينيْه ، فإذا به يَرَى عندَ وَصِيدِ الكُوخِ كَلْبًا ضخمَ الرّأسِ والعُنُقِ . كان ذلك المكانُ وِجارَ كَلْبٍ !
وكان هو نفسُه شديدَ البأسِ راعِبا ؛ فَشَهَرَ عَصَاهُ ، وغادرَ الوِجارَ على خَيْر ما كَان في وُسْعِه أن يفعلَ ومرّة أخرى ألفَى نفسَه طَرِيدًا حتّى من الفِرَاشِ القشِّيّ الّذي وقَعَ عليهِ في ذلكَ الوِجارِ الحقيرِ ! ثمَّ إنّه طَرحَ نفْسَه ولا نقولُ جَلَسَ على حَجَرٍ، وقال بينَهُ وبينَ نَفْسَه :« أنا لسْتُ حتّى كلبًا ! »
فيكتور هيجو (البؤساء) – ت. حافظ إبراهيم
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص119
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص119
أعود إلى قاموسي :
أفهم كلماتي :
قُلنسوة : نوع من ملابس الرأس / أوصدت : أغلقت / القارسة : شديدة البرودة / لمح : رأى / لأغراضهم : لحاجاتهم / مَأْوى : ملْجأ / أُذْعِنَ : خضعَ . الضّرب : النّوع / ثمّة : هناك / الوَصِيد : العتبة ، فِنَاءُ الدّار / وِجَار: جحر/ وُسعه : مقدرته / ألْفَى : وَجَدَ / شهر عصاه : رفعها
نقد النّص :
نوع النّص : مقتطف من رواية .
نمطه : سردي وصفي .
القيم المستفادة :
مشرّد يأوي إلى همّه إذا أوى الطّير إلى وكره .
المأوى يحفظ كرامة الإنسان .
قبل أن نرمق المتشرّدين بعيون الاحتقار، يجب أن نبحث لهم عن حلول تحفظ إنسانيّتهم
